عرض مدونات الأديان من صنع الإنسان

26‏/08‏/2011

أهل الكهف، اقتباس قرآني لاسطورة النيام السبعة

"النيام السبعة في أفسس" كما تذكر الموسوعة البريطانية هم أبطال اسطورة (Legend) وعددهم سبعة (أو ثمانية) من المسيحيين الذين اختبؤوا في كهف واغلق عليهم قرب مدينتهم في أفسس وذلك خلال اضطهاد المسيحيين عام 250 م خلال حكم الامبراطور الروماني ديكيوس، وكانت معجزة نومهم في ذلك الكهف لفترة طويلة.[1]

واختلفت روايات الاسطورة في مدة نومهم، لكنها تقول أنهم استيقظوا في عهد ثيودوسيوس الثاني (حكم بين عامي 408 و450 م)، حيث أصبحت المدينة مسيحية.[2]
وكان الشباب قد فروا من تقديم الذبائح الوثنية [1] حيث أمر بذلك الامبراطور ديسيوس (250 – 251 م)، ثم استيقظوا عام 448 م. [3] وبذلك تكون مدة نومهم حوالي 197 سنة.

والقصة كما ترون شبيهة جدا بقصة الكهف القرآنية مع اختلافات بسيطة في النسخة القرآنية من القصة منها مدة نومهم وعدم علم محمد عدد اولئك الشباب الذين أضاف القرآن إليهم كلبا، وستأتي المقارنة بين الرواية القرآنية والرواية السريانية في الموضوع.

وسأجمع في هذا الموضوع بعض المعلومات عن هذه القصة مما كتبه باحثون وكتـّاب بالعربية ومن بعض المصادر الأجنبية مع التركيز على تأريخ قصة النيام السبعة وإشكالية اقتباس القرآن منها.

ولنبدأ بما ذكره عن هذه القصة الباحث فراس السواح والمتخصص في الميثولوجيا وتأريخ الأديان حيث يقول : [4]
"لا يوجد في كتاب العهد القديم أو في كتاب العهد الجديد خبرٌ عن أصحاب الكهف. فهذه قصة مسيحية متأخّرة جرى تداولها في العصر الذي صارت فيه المسيحية ديناً رسمياً للإمبراطورية الرومانية، بعد تحوّل الإمبراطور قسطنطين (306-337م) إلى الدين المسيحي. وأوّل نصّ مدوّن لهذه القصّة هو نصّ سريانيّ يعود بتأريخه إلى أواخر القرن الخامس الميلادي. ويبدو أنه قد اعتمد مرويات شفهية متدالة أكثر قدماً."
ثم يتحدث الباحث عن "مناسبة نزول الوحي" بالقصة على نبي الإسلام وينقل مما قاله ابن كثير في تفسيره ومنه أن نبي الإسلام قد سُئِل عن خبر أصحاب الكهف حيث أجاب محمد بعد تأخره خمسة عشر يوما عن الموعد الذي وضعه لنفسه بنص يشتمل على شكل معين لقصتهم ومن ضمنه نهي محمد عن قوله "سأخبركم عنها غدا" دون أن يستثن، وهو قوله "إلا أن يشاء الله".

أدناه المقاطع ذات العلاقة من سورة الكهف:
أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آَيَاتِنَا عَجَبًا (9) إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آَتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا (10) فَضَرَبْنَا عَلَى آَذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا (11) ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا (12) نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آَمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى (13) وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَاْ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا (14) هَؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آَلِهَةً لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا (15) وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرفَقًا (16) وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ذَلِكَ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا (17) وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا (18) وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا (19) إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا (20) وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَانًا رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا (21) سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَدًا (22) وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا (23) إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا (24) وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِاْئَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا (25) قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا (26)

ويبدو من النص القرآني أنه يريد إقناعنا أن الإله المزعوم كان مصمما تماما على عدم ضم محمد إلى "القليل" من الناس الذين يعرفون عدد أهل الكهف بإخباره بتلك المعلومة البسيطة، لكن هذا يجعلنا نسأل عن سر هذا التخبط حيث يُفترض من الإله أن يكون مستعدا لتزويد نبيه المزعوم بالتفاصيل التي يُسأل عنها وبما يحتاجه من آيات قبل أن يقرر إرساله للناس وإلا فيجب عليه من حيث الحكمة التوقف عن إرسال أنبياء إذا لم يكن لديه الوقت أو الرغبة في تزويدهم بما يلزم..


ونقرأ عن قصة "النيام السبعة في أفسس" في الموسوعة الكاثوليكية الآتي: [5]
"القصة هي واحدة من أمثلة عديدة للاسطورة التي تتحدث عن رجل ينام لسنين ثم يصحوا بعد ذلك ليجد العالم قد تغير. قد تم سردها باليونانية بواسطة Symeon Metaphrastes في كتابه Lives of the Saints، ونقلها  Gregory of Tours إلى اللاتينية، وهناك نسخة سريانية بواسطة James of Sarug (ت 521 م)، والتي منها نقلت النسخ باللغات الشرقية."
وتذكر المقالة في الموسوعة نسخا اُخرى وتقول إنها جميعا تبدو مأخوذة عن الشكل الاغريقي للقصة والذي هو الأساس أيضا لـ Symeon Metaphrastes.

وفي موقع قنطرة نقرأ أنه "في الشرق المسيحيّ الذي تتركّز فيه الحياة الروحيّة على الفصح، نقل قصّتهم ثانيةً باللغة السريانيّة الأسقف جاك دو ساروغ Jacques de Saroug " والذي عاش بين 451 و521.[3]

وكتب الزميل محمد النجار في منتدى اللادينيين العرب ما نقتبس منه الآتي: [6]

"أصل القصة ...
-الباحثون DE GOJE و RYSSEL و GUIDI و PEETERS و HONIGMANN يرون أنّ الأصل يونانيّ
-الباحثون NOLBEKE و HELLER و ALLGEIER يرون أنّ الأصل سرياني

وجهة النظر التي يتبنّاها العلماء الآن هي أنّ القصّة كتبت في البداية باليونانيّة ثمّ نقلت إلى اللغات الأخرى و ينسبونها إلى القدّيس إتيان في القرن الخامس ميلادي" [7]

ثم يقول متحدثا عن رواية النص وتدوينه: [6]

"-راوي القصّة إتيان الإفسوسي سنة 448
-تمّ تدوينها باليونانيّة تقريبا سنة 449
-نقلها يعقوب السروجي إلى السريانيّة سنة 490 تقريبا
-نقلها يوحنا الإفسوسي إلى السريانية سنة 570 تقريبا
-نقلها عنه قرقوار دي تور إلى اللاتينية سنة 580 تقريبا"

ويشير الكاتب إلى أننا لو طرحنا مدة نوم الفتية حسب النسخة القرآنية (والتي يبدو لي أنها 300 سنة شمسية -309 سنة قمرية-) من عام استيقاظهم 449 م (أو 448 م [3]) لوجدنا أن العام الناتج يوافق زمن الامبراطور أنطونيوس التقيّ Antoninus Pius والذي حكم بين عامي 138 و161م "وهو من الحكام المصلحين في روما و تميّز عهده بالاستقرار نسبيّا.و هو ما ينفي احتمال وجودهم في عصره." [6]

وحسب تسدل في كتابه مصادر الإسلام فإن الشباب المسيحيين قد ناموا حسب القصة 196 عاما، وأن هذه القصة قد وردت في كتاب لـ Gregory of Tours وتحديدا De Gloria Martyrum, cap. 95، كما يتحدث عن مخطوطة سريانية موجودة في المتحف البريطاني (Cat. Syr. Mss, p. 1090) تعود إلى القرن السادس، وتذكر القصة بثمانية أشخاص.[8]


وسننقل أدناه الملخّص الذي كتبه الباحث فراس السواح للنص السرياني للقصة ومقارنته لها مع القصة القرآنية: [4]

""في جولة له خارج عاصمته جاء الإمبراطور ديكيوس إلى إفسوس وفي مدينة عريقة في آسيا الصغرى، ووصلته أخبار انتشار المسيحية فيها. فحاول التضييق على المسيحيين وأمرهم جميعاً بتقديم القرابين إلى الآلهة الرومانية، فرضخ فريق منهم وفعل ذلك تحت التهديد، ورفض فريق قليل آخر مفضلاً الألم والعذاب على ترك المعتقد.
ومن هؤلاء سبعة فتية (وبعض الروايات تقول ثمانية) قُدمت أسماؤهم إلى الإمبراطور ليتّخذ قراره فيهم، فأعطاهم مهلة للتفكير في العدول عن موقفهم هذا ثم غادر المدينة. فترك الفتية المدينة ولجؤوا إلى جبل أنخليوس خارج إفسوس حيث اختبئوا في كهف. وعندما نفذت مؤونتهم أرسلوا واحداً منهم إلى المدينة ليشتري لهم طعاماً، وهناك علم أنّ الإمبراطور قد عاد إلى إفسوس وهو يطلبهم. اضطرب الفتية لسماع هذه الأنباء، وبعد تناولهم طعامهم ألقى عليهم الربّ سباتاً عميقاً، وأغلق عليهم مدخل الكهف بصخرة عظيمة. فتّش جنود الإمبراطور عن الفتية ولم يعثروا لهم على أثر في المدينة، فجاؤوا إلى أهلهم وانتزعوا منهم تحت التهديد بالقتل مكان اختباء الفتية. ولكنهم عندما وصلوا إلى الكهف وجدوه مغلقاً بتلك الصخرة العظيمة، وتأكّد لهم أن الفتية قد لقوا حتفهم في داخله، فغادروا وأخبروا الإمبراطور.
دام سبات الفتية ثلاثمئة وسبع سنين. وكانت الدولة قد تحوّلت إلى الدين المسيحيّ منذ أمد بعيد، وآلت السلطة إلى الإمبراطور ثيودوسيوس الثاني. وفي عصر هذا الإمبراطور دار جدال في الأوساط المسيحية حول مسألة بعث الأموات، ووقف أحد الأساقفة المدعو ثيودور في صفّ من ينكر البعث، الأمر الذي أرَّق الإمبراطور. في هذه الأثناء أراد مالك الحقل الذي يقع فيه الكهف بناء حظيرة لغنمه، فراح يقتلع من صخرة المدخل حجارة لاستخدامها في رفع الجدران، وذلك حتى انكشف مدخل الكهف. ولكن الرجل لم يدخل ولم يلحظ وجود أحد هناك.
ثم إن الله أيقظ الفتية من سباتهم، وظن كل واحد منهم أنه لم ينم إلا ليلة واحدة، وراحوا يشجّعون بعضهم على النزول إلى المدينة لاستقصاء الأخبار وشراء الطعام. وأخيراً وقع الاختيار على المدعو ديوميديوس الذي نزل في المرّة الأولى، فحمل فضته ومضى. عندما وصل ديوميديوس إلى بوابة المدينة رأى صليباً كبيراً معلقاً عليها، فتعجب وتبلبلت خواطره ولم يجد لذلك تفسيراً. ثم إنه دخل وتجول ووقف أخيراً عند أحد الباعة ليشتري طعاماً، وعندما أخرج نقوده المعدنية رأى البائع عليها صورة الإمبراطور ديكيوس، الذي اختفى الفتية في عهده، منقوشة على العملة، فظنّ أنّ الفتى قد عثر على كنز قديم مدفون في الأرض، فراح يضغط على الفتى لمعرفة مكان الكنز وتجمّع حولهما أهل السوق.
ثم إنّ الخبر شاع بسرعة ووصل إلى أسقف المدينة وإلى الحاكم، فجيء بالفتى إليهما وقصّ عليهما القصّة كاملة، وطلب منهما مصاحبته إلى الكهف للتأكّد من صحّة كلامه. وخلال تفحّصهما لمدخل الكهف عثرا على رقيمين معدنيين نُقشت عليهما كتابة تحكي قصة الفتية زمن احتباسهم، ووُضع الرقيمان تحت صخرة المدخل. وبذلك تمّ التأكد من صحّة روايتهم. ثم إنّ الإمبراطور نفسه جاء إلى المكان واستمع إليهم، فقال له واحد منهم إنّ الله قد أنامهم هذه المدة الطويلة ثم أيقظهم، لكي يثبت للمتشكّكين حقيقة البعث في يوم الحساب، وقدرة الله عليه. عند ذلك أمر الإمبراطور ببناء مقام دينيّ في موضع الكهف تذكاراً للفتية." [9]

الرواية السريانية----الرواية القرآنية [4]

— عدد الفتية سبعة أو ثمانية تبعاً للروايات المختلفة المتداولة - سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم، ويقولون خمسة سادسهم كلبهم رجماً بالغيب، ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم. قل ربّي أعلم بعدتهم.
— الفتية يرفضون السجود للآلهة الوثنية، ويفضّلون العذاب على التخلي عن معتقدهم. - فتية آمنوا بربّهم وزدناهم هدى، وربطنا على قلوبهم إذ قاموا فقالوا: ربّنا ربّ السماوات والأرض ولن ندعو من دونه إلهاً.
— الفتية يلجؤون إلى جبل خارج مدينة إفسوس ويأوون إلى كهف . - وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلا الله، فأووا إلى الكهف ينشر لكم ربكم من رحمته ويهيئ لكم من أمركم مرفقاً.
— الإمبراطور يرسل من يأتي إليه بالفتية، ولكن الله يلقي عليهم سباتاً وييسر لهم من يسد بابه بصخرة. - إذ آوى الفتية إلى الكهف فقالوا: ربّنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشداً.
— دام سبات الفتية ثلاثمئة وسبع سنين. وكانت المملكة خلال ذلك قد تحولت إلى المسيحية. - ولبثوا في كهفهم ثلاثمائة سنين وزادوا تسعاً. والله أعلم بما لبثوا.
— الله يوقظ الفتية، فظن كل منهم أنه لم ينم إلا ليلة واحدة. - وكذلك بعثناهم ليتساءلوا بينهم. قال قائل منهم: كم لبثتم ؟ قالوا: لبثنا يوماً أو بعض يوم.
— الفتية يرسلون واحداً منهم بفضّته للاستطلاع وشراء الطعام . - فابعثوا أحدكم بوَرَقكم هذه إلى المدينة فلينظر أيُّها أزكى طعاماً فليأتكم برزق منه.
— النقود القديمة تكشف أمر الفتية فيأتي الحاكم والأسقف إلى الكهف ليجدوا رقيمين دوّن عليهما خبر الفتية. -ترد الإشارة إلى هذين الرقيمين في مطلع القصة: أم حسبت أن أهل الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجباً؟
— يأتي الإمبراطور نفسه إلى الموقع، ويقول له الفتية بأن الله فعل بهم ذلك ليؤكد للمتشككين حقيقة البعث والحساب. - وكذلك أعثرنا عليهم ليعلموا أن وعد الله حق، وأن الساعة لا ريب فيها.
— الإمبراطور يأمر ببناء مقام ديني في موقع الكهف. - فقالوا: ابنوا عليهم بنياناً. قال الذين غَلبوا على أمرهم: لنتخذن عليهم مسجداً.".. انتهى كلام الباحث فراس السواح


وننهي الموضوع بطرح ملخص للملاحظات في الموضوع مع بعض الأسئلة:


- القصة القرآنية فيها شبه كبير جدا من قصة النيام السبعة

- قصة النيام السبعة أقدم من النص القرآني

- لا يمكن تبرير التشابه بأن الإسلام جاء مصدقا لما قبله من الكتب المدعوة بـ"السماوية" فقصة النيام السبعة ليست مذكورة في العهد الجديد ولا القديم، بل هي قصة مسيحية متأخرة وأحداثها تدور في زمن ما بعد المسيح.

- إن القرآن اعتبر أهل الكهف وقصتهم حقيقة ولم يشِر إلى أنها قصة اسطورية

والأسئلة هي:

- هل يجوز أن يقتبس الإله قصة اسطورية كتبها البشر أم إن اقتباس هذه القصة من فعل محمد؟

- إذا كان القرآن قد اقتبس قصة اسطورية، ألم يكن عليه أن يوضح أنها كذلك وليست حقيقة؟، وإلا فقد صدق قول بعض مخالفي محمد "إن هذا إلا أساطير الأولين" واتضح أن القرآن كتاب لا يصح الوثوق به كونه لا يفرق بين الأساطير والقصص الحقيقية!

- وإذا كان القرآن قد اقتبس تلك القصة، ألم يكن عليه أن يشير إلى الكاتب أو الكتـّاب الأصليين لها؟، أليس نقل قصة إلى كتاب لك دون ذكر كاتبها الأصلي سرقة أدبية؟!


الهوامش

[1] الموسوعة البريطانية - Seven Sleepers of Ephesus
http://www.britannica.com/EBchecked/topic/536521/Seven-Sleepers-of-Ephesus

[2] http://en.wikipedia.org/wiki/Seven_Sleepers

[3] النيام السبعة في أفسس- موقع قنطرة
http://www.qantara-med.org/qantara4/public/show_document.php?do_id=1404&lang=ar

[4] "أهل الكهف بين الأدب السرياني والقرآن"، فراس السواح، موقع الأوان

[5] الموسوعة الكاثوليكية- The Seven Sleepers of Ephesus
http://www.newadvent.org/cathen/05496a.htm

[6] "حقيقة قصّة أهل الكهف"، محمد النجار، منتدى اللادينيين العرب
http://www.ladeenyon.org/forum/viewtopic.php?f=11&t=25574

[7] فرنسوا جوردون، قصة الرقود السبعة/طبعة 2001،
نقلا عن محمد النجار [6]

[8] كلير تسدل، مصادر الإسلام، الفصل الرابع

[9] K.Sanadiki , Legends and Narratives of Islam , Kasi publications , Chicaco , 2000 . pp . 286-288 . citing : James Hasting , Incyclopedia of Religion and
نقلا عن فراس السواح [4].

25 comment(s):

إظهار/إخفاء التعليق(ات)

إرسال تعليق

ملاحظة: يسمح بإعادة النشر بشرط ذكر الرابط المصدر أو إسم الكاتب