عرض مدونات الأديان من صنع الإنسان

28‏/07‏/2007

طبقات الأرض السبعة - إعجاز أم اسطورة؟

هذا الموضوع هو رد على زعم وجود اعجاز في ذكر القرآن لسبع أرضين وإشارة إلى ذكر الأساطير للسماوات والأرضين لاسيما اليهودية منها والتي ذكرت ووصفت السماوات والأرضين السبع الطباق.


أنقل بداية مقال عبد الدائم الكحيل في موسوعة الاعجاز العلمي في القرآن والسنة واُميّز بعض الأخطاء والتدليس الوارد فيه باللون الاخضر كما ساُميّز تعليقي باللون الازرق خلال الاقتباس

طبقات الأرض السبعة
"معجزة قرآنية ونبوية"
بقلم عبد الدائم الكحيل
عندما بدأ العلماء بسبر أغوار الأرض وبذل الجهود لمعرفة أسرار بنيتها وتركيبها، وجدوا أن الأساطير والخرافات التي سادت في العصور السابقة ليس لها أي أساس علمي. وبعد أن اكتشف العلماء أن الأرض عبارة عن كرة اقترحوا أن باطن هذه الكرة يتألف من نواة، وسطح الأرض عبارة عن قشرة أرضية رقيقة جداً مقارنة بحجم الأرض، وبينهما طبقة ثالثة هي الوشاح. وهكذا قرر علماء القرن العشرين أن الأرض عبارة عن ثلاث طبقات فقط.

تطور الحقائق العلمية

ولكن نظرية الطبقات الثلاث للأرض لم تصمد طويلاً بسبب الكشوفات الجديدة في علم الأرض. فالقياسات والاختبارات الحديثة أظهرت أن المادة الموجودة في نواة الأرض ذات ضغط هائل يبلغ أكثر من 3 ملايين مرة الضغط على سطح الأرض!!

وفي ظل هذا الضغط سوف تتحول المادة إلى الحالة الصلبة، وهذا يعني أن قلب الأرض صلب جداً! وتحيط به طبقة سائلة ذات درجة حرارة عالية جداً. وهذا يعني أيضاً أن هنالك في باطن الأرض طبقتين وليس طبقة واحدة، أي طبقة صلبة في المركز تحيط بها طبقة سائلة.

ثم تطورت أجهزة القياس وأظهرت للعلماء تمايزاً واضحاً بينأجزاء الأرض الداخلية. فلو نزلنا تحت القشرة الأرضية رأينا طبقة أخرى من الصخور الملتهبة، هي الغلاف الصخري. ثم تأتي بعدها ثلاث طبقات أخرى متمايزة من حيث الكثافة والضغط ودرجة الحرارة.
ولذلك وجد العلماء أنفسهم يصنفون طبقات الأرض إلى سبع طبقات، ولا يمكن أن تكون أكثر من ذلك. (لماذا لا يمكن؟)
والشكل المرفق يوضح هذه الطبقات مع أبعادها حسب ما وجده العلماء حديثاً، وهو من الحقائق اليقينية التي يدرسونها لطلابهم في الجامعات. والتي يشاهدونها من خلال مقاييس الزلازل ومن الدراسة النظرية للحقل المغنطيسي للأرض وغير ذلك.
رسم يوضح طبقات الأرض السبعة(ثمانية في الرسم!!)، ونلاحظ فيه قشرة رقيقة (نوعان) ثم يليها أربع أوشحة متدرجة السماكة ثم تأتي النواة الخارجية السائلة والنواة الداخلية الصلبة، ويكون المجموع سبع طبقات (أو أقل أو أكثر كما سأبين)

طبقات الأرض السبعة تختلف اختلافاً جذرياً من حيث تركيبها وكثافتها ودرجة حرارتها ونوع المادة فيها. ولذلك لا يمكن أبداً أن نعتبر أن الكرة الأرضية طبقة واحدة كما كان الاعتقاد سائداً في الماضي. وهنا نجد أن فكرة الطبقات الأرضية هي فكرة حديثة نسبياً، ولم تكن مطروحة زمن نزول القرآن الكريم. هذا ما يقوله لنا علماء القرن الحادي والعشرين، فماذا يقول كتاب الله تعالى؟

في رحاب القرآن الكريم

يتحدث البيان الإلهي عن الطبقات السبع للسماء والأرض في آيتين في قوله عزّ وجلّ:

1- (الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا)[الملك: 3]. (اين ذِكر لفظ "الأرض" هنا)

2- (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ) [الطلاق: 12]. (اين ذِكر لفظ "طباقا" هنا)

لقد حدّدت لنا الآية الأولى صفتين للسماوات وهما: عدد هذه السماوات وهو سبعة، وشكل السماوات وهي (طِبَاقًا) أي طبقات بعضها فوق بعض كما نجد ذلك في تفاسير القرآن ومعاجم اللغة العربية. أما الآية الثانية فقد أكدت على أن الأرض تشبه السماوات فعبَّر عن ذلك بقوله: (وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ). فكما أن السماوات هي طبقات، كذلك الأرض عبارة عن طبقات، وكما أن عدد طبقات السماوات هو سبعة، فكذلك عدد طبقات الأرض هو سبعة أيضاً.
يمكن اكمال قراءة المقال على هذا الرابط
-------------------

والآن نبدأ بذكر ما لا يمكن ان ندعوه بأقل من الأخطاء الكبيرة التي وقع فيها عبد الدائم في مقاله :


التدليس الاول: هل ذكر القرآن ان الارضين سبعٌ (طباق)؟

كل الذي قاله القرآن ان الارضين مثل السماوات السبع ولم يقل طباقا، بل هذا هو تفسير المفسرين ومن حقي ان ارفضه طالما ان النص وحده هو الحكم بين الاعجازيين واللادينيين وأن الاعجازيين يرفضون كل التفاسير التي ليست على هواهم!!

ان القرآن قد ذكر "طباقا" كوصف للسماء لكنه اسقطها حين أضاف (ومن الارض مثلهن)، ركزوا معي من فضلكم:

قال القرآن:
الم تروا كيف خلق الله سبع سماوات طباقا وجعل القمر فيهن نورا وجعل الشمس سراجا.. نوح 15 (ذكر طباقا ولم يذكر الارض)

الذي خلق سبع سماوات طباقا ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت فارجع البصر هل ترى من (فطور!!) .. الملك 3 (ذكر طباقا ولم يذكر الارض)

لكن عندما ذكر القرآن الأرض أسقط اللفظ "طباقا" فقال :

"الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن" (الطلاق 12) (لا يوجد لفظ طباقا)

أسقط القرآن لفظ "طباقا" عن السماوات السبع في النص الذي ذكر أن الارض مثلهن، هل بلاغة القرآن وإعجازه يسقطان هذه الكلمة حين تكون مطلوبة لإثبات معجزة قرآنية(كما يزعم الاعجازيون) ويذكرها القرآن في مواضع اخرى لم يشبّه الارض فيها بالسماوات بل لم يذكرها أصلا؟؟؟

ألا ترون ان الله كان قادرا على التعبير عن معجزته المفترضة بالقول: (الذي خلق سبع سماوات طباقا ومن الارض مثلهن)؟!


التدليس الثاني: سبع طبقات (حقيقة يقينية ولا يمكن أن تكون الطبقات اكثر من ذلك)!!!
أولا:
ان الكاتب يعد طبقة الـ Outercore السائلة التي تشكل احدى اكبر النطاقات او الطبقات من ضمن اراضيه السبعة وكما يظهر في الرسم
الذي اقتبسته في بداية المقال، والسؤال هو: كيف يوصف السائل بالأرض؟؟؟
رحمة ً باللغة العربية يا موسوعة التدليس الاعجازي في القرآن والسنة!!

ثانيا:
الغريب في الموضوع أن الطبقات ثمانية في الرسم الذي نقله عبد الدائم اذا ما اعتبرنا أن الـ Crust طبقتين كما هو موضح بالرسم الوارد في مقالة الكاتب نفسها

فالقشره Crust يمكن اعتبارها طبقة واحدة او طبقتين هما قشرة القارات Continental crust وقشرة المحيطات Oceanic crust حيث تتكون الأخيرة بصورة اساسية من صخور ثقيلة تدعى basalt، بينما تتكون الاولى بصورة اساسية من مواد خفيفة كالكرانيت granite وتكون أكبر سمكا من الثانية
المصدر
أمر غريب آخر، بعد تدليس الكاتب على الناس وإفهامهم أن هذه الطبقات أو النطاقات المصنفة علميا هي "الارضين" الواردة في القرآن، يأتي ليجزم بأن هذه الطبقات (لا يمكن أن تكون أكثر من ذلك!!!!!)
لنفرض انه يجهل نسبية تصنيف اقسام الارض فهل يعتقد انه يعرف مستقبل العلم؟؟

ألم يعرف ان العلم متغير ومتبدل عموما فكيف بأمر نسبي كتصنيف الارض هذا؟؟

هنا تظهر أسلمة العلم التي نحذر منها واضحة ًجلية ًحيث لسان حال الكاتب يقول للناس انه لم يجد تفسيرا آخر للارضين السبع يتفق مع العلم الا هذا فلا يمكن ان يكتشف العلم طبقة اخرى، ولن نعترف بأي طبقة تجاوزت حدودها وجعلت الطبقات او النطاقات الارضية تزيد عن السبعة ولم تحترم مشاعر المسلمين!!

نعم هذه هي المشكلة، لا وجود للأرضين السبع بعد ان اكتشف العلم أنها واحدة شكلها قريب من الكرة فكيف سيبررون الاسطورة القرآنية للناس إن هم خسروا الورقة الأخيرة التي يلعبون بها ويموّهون بها على الناس؟؟

لقد ذكرني كلام عبد الدائم بفضيحة د. زغلول النجار حين زعم ان الكواكب احد عشر كما ورد في رؤيا يوسف في القرآن (اني رأيت أحد عشر كوكبا) ثم سحب العلماء صفة الكوكب عن بلوتو فلم يجد آية تقول أن الكواكب عشرة (حسب تدليسه في حساب عدد الكواكب)!!

إن طبقات الأرض يمكن أن تكون اثنتين أو خمسة أو ستة أو سبعة أو ثمانية أو عشرة تبعا للمعيار المتبع للتصنيف والذي يعتمد بدوره على الخواص الفيزيائية والكيميائية.
والغريب ان المقالة التعليمية التي وضع السيد عبد الدائم رابطها في نهاية مقاله كمرجع لموضوعه تشير الى ان الطبقات خمسة!!!

وذلك تجده أيضا في الويكيبيديا الانكليزية على سبيل المثال باعتبار ان القشرة Crust طبقة واحدة وأن الوشاح Mantle ثلاث طبقات وليس اربعة وكما يظهر في الصورة ادناه:



والشكل أدناه يبين الفرق بين تصنيف الارض على اساس الـComposition layers وتصنيفها على اساس الـPhysical layers


التدليس الثالث: الأرضين السبع لا طبقات سبع

وبعد أن ضيعنا وقتا كثيرا في مناقشة أمر لا علاقة له بالنص القرآني أصلا، نذهب لنتعرف على (الأرضين السبع القرآنية) وليس (التصنيف العلمي لطبقات الارض) والذي ما اضطررنا للتحدث عنه الا لأن الكذبة كبيرة ولا بد من تبيين حقيقة الامر لمن تم خداعه بهذا التدليس.

( حقيقة الأرضين السبع القرآنية!)
للأرضين السبع سكانها حسب الاحاديث الصحيحة عند اهل الحديث، وكما يأتي:

{ما السموات السبع وما فيهن وما بينهن، والأرضون السبع وما فيهن وما بينهم، في الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة} رواه ابن حبان عن أبي ذر رضي الله عنه وصححه
قال الحافظ ابن حجر: وأخرجه سعيد بن منصور في التفسير عن مجاهد بإسناد صحيح عنه.ا.هـ

وروى ابن حبان من حديث صهيب رضي الله عنه أن محمداً صلى الله عليه وسلم لم ير قرية يريد دخولها إلا قال حين يراها {اللهم رب السماوات السبع وما أظللن ورب الأرضين السبع وما أقللن ورب الشياطين وما أضللن ورب الرياح وما أذرين إنا نسألك خير هذه القرية وخير أهلها ونعود بك من شرها وشر أهلها وشر ما فيها}
http://meshkat.net/new/contents.php?catid=10&artid=10922

من تفسير القرطبي
اللهم رب السماوات السبع وما أظللن ورب الأرضين السبع وما أقللن ورب الشياطين وما أضللن ورب الرياح وما أذرين إنا نسألك خير هذه القرية وخير أهلها ونعود بك من شرها وشر أهلها وشر ما فيها. وقال أبو نعيم: هذا حديث ثابت من حديث موسى بن عقبة تفرد به عن عطاء. روى عن ابن أبي الزناد وغيره.
http://www.islamweb.net/ver2/archive/showayatafseer.php?SwraNo=65&TafseerNo=5&ayaNo=12

(اللهم رب السماوات السبع وما أظللن، ورب الأرضين السبع وما أقللن، ورب الشياطين وما أضللن، ورب الرياح وما ذرين، فإنا نسألك خير هذه القرية وخير أهلها، ونعوذ بك من شرها وشر أهلها وشر ما فيها. رواه النسائي والحاكم وغيرهما
http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?lang=&Id=96745&Option=FatwaId

ومن هذه الاحاديث يظهر ان الارضين السبع مسكونة كأرضنا لا طبقات عبد الدائم المزعومة

والحديث الذي ذكره الكاتب في مقاله لم يذكر طبقات بل ذكر الأرضين أيضا:

عن عائشة (رض) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من ظلم قيد شبر من الأرض طـُوِّقه من سبع أرضين" (رواه البخاري ومسلم والترمذي)
وكذلك حديث آخر:
عن سالم عن أبيه (رض) قال قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من أخذ من الأرض شيئا بغير حقه خسف به يوم القيامة إلى سبع أرضين" (رواه البخاري ومسلم والترمذي)

الأساطير اليهودية تذكر الأرضين و السماوات السبع الطباق
قد ذكرت الكتابات الربينية اليهودية الأرضين السبع فهل أساطير اليهود معجزة ؟!!
وهل تستطيعون إثبات أن مصدر الاسطورة المعجزة هو القرآن وليس الأساطير اليهودية؟
وهل يصح لليهود الإستدلال بها على أنهم لا يزالون شعب الله المختار حسب زعمهم؟!!

تقول الاسطورة اليهودية (1) :
كما خلق الله سبع سموات، خلق سبع أرضين، كل واحدة منهن مفصولة عن الاخرى بخمس طبقات ........... وهكذا تقع كل أرض فوق الاخرى، من الاولى الى السابعة، وفوق الأرض السابعة وُضِعت قبة السموات، من الأولى الى السابعة، الأخيرة منهن موصولة بذراع الله. السموات السبع متحدات، أنواع الأرضين السبع متحدة، وكذلك السموات والأرض متحدون مع بعضهم البعض
Corresponding to the seven heavens, God created seven earths, each separated from the next by five layers ....................... Thus one earth rises above the other, from the first to the seventh, and over the seventh earth the heavens are vaulted, from the first to the seventh, the last of them attached to the arm of God. The seven heavens form a unity, the seven kinds of earth form a unity, and the heavens and the earth together also form a unity

تجدون وصف الاسطورة التفصيلي للسماوات السبع الطباق والأرضين السبع الطباق في كتاب أساطير اليهود، Louis Ginzberg على الرابط أدناه :
ذكرت بعض نصوص الاساطير البابلية أيضا تعدد الارضين والسماوات
يذكر الاستاذ فراس السواح في كتابه مغامرة العقل الاولى : اسطورة الاينوما ايليش : اللوح السادس ص84
اقاموا الطقوس في الايزاجيلا المهيب وأرسوا اسس العبادات ثم توزعوا فيما بينهم السماوات والارضين
ثم تقول الاسطورة ص86:
لوجال ديميرانيكا، هو الاسم الذي دعوناه في مجمعنا أمره سابق على أمر آبائه حقا انه رب الآلهة أجمعين، في السماء وفي الأرضين ملك يخشاه من في السماوات ومن في الارض
وفي اللوح السابع من نفس الاسطورة عند الحديث عن (نبيرو) ص92:
وبما أنه خالق المكان وصانع الارض الراسخة فقد دعاه الأب انليل بسيد الأرضين وكل الاسماء التي دعاه بها الايجيجي سمعها ايا وابتهجت بها نفسه

والآن بعد أن علمنا ماذا عنى القرآن بالأرضين السبع وذكر الأساطير لها :

أين تقع هذه الارضين السبع بعد أن اكتـُشِف ان الارض واحدة كالكرة مضغوطة قليلا عند القطبين؟؟
سؤال اوجهه الى كل من لا زال يؤمن بالاسلام دينا ؟!
----------------------------------------
(1) شكر للزميل ابن المقفع من منتدى الملحدين العرب على تنبيهنا الى ذكر الكتابات الربينية للأرضين السبع في كتاب جنزبرك
=================
مواضيع ذات علاقة




12 comment(s):

إظهار/إخفاء التعليق(ات)

إرسال تعليق

ملاحظة: يسمح بإعادة النشر بشرط ذكر الرابط المصدر أو إسم الكاتب