عرض مدونات الأديان من صنع الإنسان

06‏/07‏/2009

إنهم يهربون من الدين إلى الإله!

مقدمة                                                                  آخر تحديث 21/10/2012
يحدث في كثير من الأحيان عندما نسأل أحد المؤمنين حول بعض ما ورد في نصوص دينه مما نجده متعارضا مع نفسه أو مع العلم أو مخالفا لما نراه سلوكا مقبولا أن المتدين يذهب ليتكلم في واد آخر عن نشأة أو وجود المادة والكون والحياة الاُولى وغيرها من الامور التي لم يبين العلم تفاصيلها بعد وكيف أن الإله هو -حسب رأيه- التفسير الوحيد لتلك الامور المبهمة.
إن الحليم ليظل حيرانا من مدى سيطرة تلك الفكرة على كثير من المتدينين إلى درجة أن أحدهم لا يكاد يدرك أصلا وجود تفسيرات مفترضة لما سبق لا علاقة لها بدينه ولا بأي دين كإيمان الربوبيين أو الالوهيين (دايست Deist) بإله دون دين أو غيرها من الفرضيات التي لا يمكن التحقق من صحتها سواء كانت تحاول تقديم تفسير فوق-طبيعي أو طبيعي للوجود.
سأحاول في هذا المقال وضع ملاحظات قد تكون نافعة لمنع الوقوع في مثل تلك الأخطاء التي ينضوي معظمها تحت لواء الخلط بين الدين والإله كفكرة عامة عرفتها البشرية ودونتها الأساطير قبل نشأة الأديان وليست حكرا على أحد. لقد لفت انتباهي أن كثيرا من التعليقات على مدونات "الأديان من صنع الإنسان" تنحى هذا المنحى هروبا من مناقشة مدى تطابق النصوص الدينية المطروحة في الموضوع مع العلم والمنطق والعدالة على سبيل المثال لا الحصر..
 
أدناه تلك الملاحظات حول الدين والإله:

أولا: توفير جواب بديل ليس شرطا لإثبات خطأ جواب مقترح
لو قلت لكم مثلا أنني أحمل الآن ألف مليون قطعة من الدراهم في جيبي لما صدقتموني، وإن طالبتكم ببديل قائلا: "إن لم تؤمنوا فأخبروني إذن كم يوجد الآن في جيبي من المال وبأية عملة وبأية فئة وما هو التركيب الكيميائي للسبيكة التي صنعت منها العملة التي في جيبي؟" فإنكم ستقولون لي ببساطة: "لا ندري!" وقد توضحون ذلك بأن الأدلة قد توافرت عندكم على استحالة احتواء جيبي الصغير على هذا العدد من القطع النقدية ولم تتوافر لكم الأدلة على عدد القطع النقدية الفعلي في جيبي وغيرها من المعلومات، فمن الطبيعي أن تنفوا تبعا لذلك صحة الإدعاء الاول وتتوقفوا في ما لا علم لكم به، كبر مقتا عند الحكماء أن تقولوا ما لا تعلمون. أليس كذلك؟
نعم. عفوا أعني كلا!، الأمر عند كثير من المؤمنين ليس كذلك فعلى اللاديني أن يجيبهم بالتفصيل الدقيق عن أسئلتهم حول وجود المادة وبداية الكون وحتى حين تجيبهم عن ما توصل إليه العلم بخصوص هذه الأسئلة سيتركون العلل الفاعلية وينتقلون إلى الحديث عن العلل الغائية دون أن يلحظوا أن أصل الكون والحياة الذي يرجع إلى المادة والطاقة لم يكن كائنا حيا متطورا ليكون له غاية أو هدفا مما يفعل!
وإن قلنا للمؤمنين إن أسئلتكم هذه لا علاقة لها بالموضوع أو قلنا لهم بكل صدقٍ مع الذات ومعهم: "لا نعلم". عندها تتعالى صيحات المؤمنين ويتعالى التكبير والتهليل لأن هذا الكافر الملحد لا يملك جوابا على كل شيء وأي شيء يُسأل عنه!. كل ذلك لأنه في الواقع لا يملك الوقاحة اللازمة لاختلاق قصص اسطورية ينسبها كذبا إلى كائن مفترض يزعم أنه خلق الكون والإنسان ليحصل بواسطتها على سلطة لا حدود لها بإسم الإله كما فعل الأنبياء بعد أن أرهبوا أتباعهم بأساطير النار ورغبوهم بأساطير الجنة ليقولوا لهم سمعنا وأطعنا!

إن ادعاء صحة اقتراح ما لا يدعمه دليل لمجرد الجهل بأي اقتراح آخر لتفسير أو تقديم جواب لسؤال ما مغالطة منطقية تدعى الحجة من الجهل Argument from Ignorance، فهي تتضمن تجاهل احتمال كون الجواب غير معلوم ومن ذلك ادعاء وجود إله لمجرد جهلنا بكيفية نشأة الكون.

ثانيا: الإصرار على توفر الجواب دوما هو دعوة صريحة لترك البحث العلمي
لعل أحد أهم أسباب التخلف العلمي الذي نعيشه اليوم هو الفكرة الشائعة في التأريخ الإسلامي وحتى اليوم والتي تدعي إن المعلومات التي تهم الإنسان موجودة وكل ما علينا هو الإيمان بها وحسب!
إن من يطالب الآخرين بأجوبة جاهزة عن نشأة الكون والحياة ويقبل لأجل ذلك بأجوبة من صنع الخيال الديني الاسطوري ويرفض الإعتراف بعدم توفر أجوبة على أسئلة مصيرية كثيرة تهم الإنسان في مجالات عدة لا يمكن أن يقوم بالبحث العلمي التجريبي عن أجوبة لتلك الأسئلة ولا أن يفكر في تلك الخطوة أصلا. إن التدين السائد في تأريخنا والذي لا تزال آثاره جلية في تخلفنا الحاضر يوهم الإنسان المتدين بعدم الحاجة الى البحث لأن الكتب الدينية التي يقدسها فيها تبيين لكل شيء لذا يستنكر المتدين اعتراف اللادينيين بعدم معرفتهم ببعض الأجوبة على أسئلتهم التي يغيرها المتدينون بدورهم كلما وجد العلم جوابا عن شيء منها.

يكذب بعض رجال الدين حين يزعمون أننا لسنا متأخرين اجتماعيا وفكريا ويحصرون تأخرنا في العلم والتكنولوجيا بعد أن يزعم كثير منهم بلا حياء ولا وجل أن ذلك بسبب البعد عن الدين!. إن شيوخ الدين يتجاهلون دور الوعي الإجتماعي في إدراك أهمية العلوم الهندسية والطبيعية ولما يمكن أن يكون لها من تطبيقات في الإرتقاء بمستوى الحياة وخدمة الإنسان لاسيما قبل ظهور تطبيقات تلك العلوم إلى العيان واستفادة البشر منها، علاوة على تلك الفكرة الضارة التي تعتبر أن الحياة مجرد وسيلة وأنه لا غاية منها إلا الإستعداد لما يدعونه "الحياة الآخرة".
ولعل خير دليل على كل ما ذكرته أعلاه هو تأييد شيخ الإسلام ابن تيمية لحجة الإسلام أبي حامد الغزالي بأن علم الرياضيات لا ينفع بل ويستعيذ الغزالي بالله منه!
يقول الغزالي في مقدمة كتابه المستصفى في علم الاصول:
"ثم العلوم ثلاثة 1 عقلي محض لا يحث الشرع عليه ولا يندب إليه كالحساب والهندسة والنجوم وأمثاله من العلوم فهي بين ظنون كاذبة لائقة وإن بعض الظن إثم وبين علوم صادقة لا منفعة لها ونعوذ بالله من علم لا ينفع وليست المنفعة في الشهوات الحاضرة والنعم الفاخرة فإنها فانية داثرة بل النفع ثواب دار الآخرة 2- ونقلي محض كالأحاديث والتفاسير والخطب في أمثالها يسير إذ يستوي في الاستقلال بها الصغير والكبير لأن قوة الحفظ كافية في النقل وليس فيها مجال للعقل 3 - وأشرف العلوم ما ازدوج فيه العقل والسمع واصطحب فيه الرأي والشرع وعلم الفقه وأصوله من هذا القبيل"
إنهم يقولون هذا الكلام عن الرياضيات التي هي أساس العلوم الهندسية التي ننعم اليوم بمنجزاتها بفضل البحث العلمي عند الغرب فتأملوا!

يقول ابن تيمية في كتابه الرد على المنطقيين - باب العلم الرياضي لا تكمل به النفوس وإن ارتاضت به العقول- الجزء 1، صفحة 133-136:
"والمقصود هنا ان هذا العلم هو الذي تقوم عليه براهين صادقة لكن لا تكمل بذلك نفس ولا تنجو به من عذاب ولا يحصل لها به سعادة ولهذا قال ابو حامد الغزالي وغيره في علوم هؤلاء هي بين علوم صادقة لا منفعة فيها ونعوذ بالله من علم لا ينفع وبين ظنون كاذبه لا ثقه بها وان بعض الظن اثم يشيرون بالاول الى العلوم الرياضية وبالثاني الى ما يقولونه في الالهيات وفي احكام النجوم ونحو ذلك"
وقد تبع ابنُ القيم الجوزية استاذه ابن تيمية حذو القذة بالقذة في الإستهانة بالعلوم. ونقل رأيَ ابن القيم الدكتور كامل النجار في مقاله "ما هو العلم؟" فليراجعه من شاء من القراء الكرام

ثالثا: وجود علة اولى لا يعني وجود إلهك الديني

لو سلمنا جدلا أن الكاتب اللاديني اللاربوبي قد أخطأ على سبيل المثال في نفي وجود سبب أو قوة ما (سمّوها إلها إن شئتم فلا مشاحة في الألفاظ) ساعدت على نشأة الكون والحياة فإن ذلك لا يعني أن الإسلام أو المسيحية أو اليهودية أو غيرها من الأديان حقة بأي حال من الأحوال.
إن الدين في الواقع لم يخترع فكرة الإله او الآلهة أصلا وإن ذكر الآلهة موجود في الأساطير القديمة قبل الأديان كما هو معلوم للجميع وما فعله الأنبياء ببساطة هو أنهم احتكروا فكرة وجود الإله لأنفسهم فشهادة لا إله إلا الله لن يشتريها محمد بفلس واحد دون الإيمان به رسولا لله والإعتقاد بجواز السبي وحرمة زواج نسائه من بعده بل وبطاعته في كل شيء حتى وصل به الأمر أن ادعى أن من يطعه فقد أطاع الله وان اتباعه موجب لحب الله وغفرانه!
إن من يخترع شيئا لم يسبقه إليه أحد سيطلب منه وصف ذلك المنتج وصفا دقيقا في حالة رغبته تسجيل براءة الإختراع بإسمه وعند استيفاء الاختراع للشروط وتسجيله يمكن عندها فقط أخذ دعوى صاحب ذلك الاختراع بحقه على محمل الجد، فهل أعطى الإله الديني دليلا أو وصفا صحيحا لاختراعه يتفق مع العلم الحديث ويمكن الإستدلال به على هوية خالق الكون؟
أقول لكم يا معشر المسلمين إن كان الإله الإسلامي علامة تجارية مسجلة بإسم محمد فإن خلق الكون ليس مسجلا كبراءة اختراع للإله الإسلامي ولا لأي إله آخر مزعوم فدعوا عنكم تلك الورقة..
وينطبق مثل ذلك بالطبع على أصحاب الديانات الاُخرى، فرضية وجود إله أو قوة ما بشكل أو بآخر ليست حكرا على أحد.

ببساطة إن الفرضيات التي لا يمكن أبدا التحقق من صحتها أو خطئها لا تمتلك قيمة معرفية إذ لا يوجد سبب موضوعي يرجح صحة أحدها دون الاخرى ولا يمكن تصديق كل الفرضيات وإلا لانتهينا بتصديق فرضية وجود شيء وفرضية عدمه، أي لقبلنا بالشيء وضده، واجتماع النقيضين محال.
فمثلا لماذا يفترض أن الفرضية المقبولة هي فكرة أحد آلهة الأديان وليس مثلا وحش السباغيتي الطائر أو إذا أردنا فرضية اقترحها بعض علماء الفيزياء النظرية فلدينا "نظرية-أم" التي يرى ستيفن هوكنج أنها تفسر وجود الكون دون حاجة إلى خالق؟


رابعا: أليس الدين إساءة للإله المفترض؟

لو افترضنا جدلا وجود إله، أليس من الإساءة أن تنسب إليه الأديان بتناقضاتها وتخلفها وصراعاتها وحروبها وما تحويه نصوصها من تناقضات مع نفسها ومع العلم ومن أحكام همجية مثل الرجم وإقرار العبودية؟
ولو افترضنا جدلا وجود عقاب وثواب مع رفضنا طبعا لهذه الخرافة تماما، أليس من الأكثر منطقية لفرضية الإله الحكيم العليم أن يثيب الذين اتبعوا ما أملته عليه عقولهم التي يفترض أنها من خلقه وأن يثمّن استخدام العقل والشجاعة الفكرية وليس التسليم بما تزعمه الأديان دون أي دليل خوفا وطمعا؟!


خامسا: لماذا يوجد الإيمان بإله رغم أنه ليس حلا لمشكلة جهلنا؟

أخيرا هذه بعض الأفكار التي تجعلني ارجح عدم وجود إله تستطيعون اعتبارها شيئا من خواطري حول أسباب الإيمان بوجود الإله.
إن الإله كما يصفه المؤمنون به أعظم وأعقد بكثير من الموجودات التي يستغربون وجودها دون موجد بينما هم لا يرون أن وجود إله بكل صفاته المطلقة في القدرة والعلم وغيرها أمرا مستغربا فلنحاول فهم تلك الأسباب سوية..
أرى أن ما يعتبره الإنسان مسلمات يتشكل إلى حد كبير اعتمادا على حصيلة التجارب التي يمر بها الفرد في حياته ضمن البيئة التي يعيش فيها وهو ما يفسر برأيي اعتقاد بعض الناس من الامم المختلفة بكثير من الأفكار التي يدعونها "بديهيات" أو "مسلمات" ويرفعونها فوق النقد رغم الإختلاف الكبير فيما بين مضمون كثير من تلك الأفكار بين الأمم. تستعر هذه الظاهرة بشكل خطير في الدول التي تحكمها أنظمة شمولية أو المجتمعات التي تنتشر فيها مذاهب دينية دوغمائية.
إن تعامل كثير من الناس في تجاربهم اليومية مع الجزئيات دون الكليات يوهمهم أحيانا بحكم العادة بقياس الكليات على الجزئيات قياسا تمثيليا غير صائب فيرون نتيجة لذلك أنه كما اعتاد أحدهم على أن كل شيء في حياته اليومية يأتي أمامه ويذهب فكذلك يتوهم كثير من الناس بأن المادة والطاقة ككل يجب أن يأتيا هما أيضا بفعل فاعل عاقل وهنا موضع الخلل!
وكمثال على بعض الأسئلة السخيفة الشائعة التي يحب المؤمنون تكرارها على مسامعنا لنأخذ جانبا من جواب محمد بن عبد العزيز المسند على سؤال "معلمي ملحد .. كيف أتعامل معه ؟!" في شبكة نور الإسلام :
"قولي لمعلمك أنّكِ كنت واقفة في الشارع فرأيت قطعاً من الحديد تجمعت فجأة وتكوّن منها سيارة جميلة، ثم إنّ هذه السيارة انطلقت تمشي وحدها بلا سائق، وهي تسير في غاية الدقة وتلتزم بجميع الأنظمة بلا سائق، فإن صدّق ذلك فهو مجنون لا عقل له، وإن أنكر ذلك وقال إنّه من المستحيل، فقولي له: فكيف بهذا الكون العظيم الذي يسير بانتظام فائق بكواكبه ومجراته وعوالمه، أليس ذلك من أعظم الأدلة على وجود خالق عظيم هو الله..؟."
طبعا أمر محال لا يمكن حصوله والمثال مغلوط، فالسيارة مصممة ونحن نعلم أن لها مصمما بخلاف الكون ذي الحجم العبثي الخالي تقريبا من الحياة، فالتبذير ضد التصميم. كذلك ليست السيارة كالحياة، فالحياة تكرر نفسها وتخضع أنواعها للإنتخاب الطبيعي عبر زمن طويل. ثم ماذا عن الإله القادر على كل شيء؟!
ربما تساهم "فرضية اختفاء الإله" عن أنظار الناس في التقليل من وطأة ذلك السؤال عن الإله بخلاف المحسوسات التي تذكرنا بالسؤال عن أصلها كلما وقعت أعيننا عليها مما يثير تساؤلات كثيرة قد لا يجد المرء جوابا على بعضها.

إن كل ما في الكون علميا هو مادة وطاقة، ومهما تغيرت صورتهما فإنهما لا يفنيان ولا يستحدثان من العدم (التفصيل في كتاب كون ملحد)، والبينة على من يدعي أن هناك عدما كان قد سبق الوجود، علما أنه في الفيزياء الكمّيّة لا وجود للعدم بل هناك دوما طاقة فراغية، أما عن اعتقاد بعض الفيزيائيين بأن مجموع الطاقة في الكون هو صفر (المادة والمادة المضادة والضوء طاقة موجبة تعادل الطاقة السالبة المتمثلة بالجاذبية)، فإن قبلنا صحة هذه الفرضية لن نحتاج إلى إله لخلق الكون.

وفي كل الأحوال لا حاجة لافتراض وجود خالق لا نجد دليلا عليه فيبقى فرضية غير قابلة للإثبات تربك عقولنا وتمنعنا من رؤية الكون كما هو دون أن تحل مشكلة عدم معرفتنا بالتفاصيل الدقيقة لنشأة الكون والحياة الاولى ونحو ذلك مما نعجز عن التوصل إليه بواسطة البحث العلمي التجريبي.

أخيرا أرى أن الخوف والطمع ووعد الأديان بالخلود السعيد ووعيدها بالعذاب الأبدي وهو ما تتميز به المسيحية والإسلام يلعب دورا هاما في تفضيل الكثير من الناس الإيمان بالإله المسيحي والإسلامي على آلهة الأديان الاُخرى أو إله الربوبيين الذي لا يحقق للمتدينين أهوائهم وأحلامهم ورغباتهم رغم أن بعضهم يتهمون مخالفيهم باتباع الهوى!

كانت هذه بعض الملاحظات التي وددت التنبيه إليها فإن كانت خطأ فمني وإن كانت صوابا فمني أيضا.. دمتم بخير

33 comment(s):

إظهار/إخفاء التعليق(ات)

إرسال تعليق

ملاحظة: يسمح بإعادة النشر بشرط ذكر الرابط المصدر أو إسم الكاتب